السلام في الإسلام
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام في الإسلام
يقول الله تعالى في محكم آياته وهو أصدق القائلين :
(وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا) (86) النساء
وقال تعالي فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً) النور 61
وروى البخاري في صحيحه (أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ « حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ خَمْسٌ رَدُّ السَّلاَمِ ، وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ ، وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ ، وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ »
ورى أحمد في مسنده (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ ،قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِذَا انْتَهَى أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَجْلِسِ فَلْيُسَلِّمْ وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ فَلْيُسَلِّمْ فَلَيْسَ الأَوَّلُ بِأَحَقَّ مِنَ الآخِرِ »
إيها الساده القراء..
إن السلام مبدأ من المبادئ التي عمَّق الإسلام جذورها في نفوس المسلمين، فأصبحت جزءًا من كيانهم، وعقيدة من عقائدهم.
لقد صاح الإسلام منذ طلع فجرهُ وأشرقت نورهُ يدعو إلي السلام، ويضع الخطة الرشيده التي تبلغ بالإنسانية إليه
ولفظ الإسلام الذي هو عنوان هذا الدين مأخوذ من مادة السلام لأن السلام والإسلام يلتقيان في توفير الطمأنينة، والأمن، والسكينة، والعدل، والمودة، والرحمة، والتعاون، والإيثار،والتضحية
وتسمية دين الإسلام مشتقة من السِّلْم والسلام، فالسلام عنوانه وشعاره، ودعوته ومنهاجه، وهو الدين الذي ارتضاه الله -تعالى- لعباده، (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)[الْمَائِدَةِ: 3]، وخاتم الأنبياء والمرسلين محمد -صلّ الله عليه وسلم- هو حامل راية السلم والسلام، ولقد كان من هديه وسُنَّته إذا انصرف من صلاته ذَكَّرَ أُمَّتَه بأن السلام من نِعَم الله، تُرجى وتستوهب من الله، فيقول: "اللهم أنتَ السلامُ، ومنكَ السلامُ، تباركتَ ذا الجلال والإكرام"(رواه الإمام مسلم).
إن السلام -يا ساده - اسم من أسماء الله -تعالى- الحسنى، فالله -جل جلاله- وتقدست أسماؤه هو السلام، ومنه السلام، ويدعو إلى دار السلام، (وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)[يُونُسَ: 25].
أمة الإسلام: (أخرج الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه): "لَمَّا خلَق اللهُ -تعالى- آدم -عليه السلام- قال: اذهب فسَلِّمْ على أولئك من الملائكة، فاسْتَمِعْ ما يحيونكَ، تحيتك وتحية ذريتك، فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليكَ ورحمة الله" فالسلام هو تحية أبينا آدم والأنبياء مِنْ بَعْدِه، وبه تُحيي الملائكةُ المؤمنين في الجنة، وهو تحية أهل الجنة يوم يَلْقَوْنَ ربَّهم، (تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 44]
ولِمَا في هذه التحية العظيمة من المعاني الكريمة والغايات النبيلة في تأليف قلوب العباد، وتوحيد صفوفهم جعَلَها الله -تعالى- شعارَ الإيمان، وتحية أهل الإسلام، ففي (صحيح مسلم)، قال رسول الله -صلّ الله عليه وسلم-: "لا تدخلون الجنةَ حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشُوا السلام بينكم".
صدق رسول الله صلوات الله وسلامه عليه
وأكتفي بذالك ولنا لقاء أخر بإذن الله جل شأنه.
تعليقات
إرسال تعليق